للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على [وجه اللطف والكيد] (١)، فلم يجدوا مكيدة أكثر من العزل لقاضي الجند وإمام مسجدها الوالي لصداقته، فتحزب القوم حزبين، الفقيه الإمام زيد ابن عبد الله اليفاعي، وقاضيه القاضي مسلم بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الله الصَّعْبي، وولداه محمد وأسعد أبنا مسلم بن أبي بكر، وإمام المسجد الشيخ حسَّان ابن محمد بن زيد بن عمر (٢)، وأتباع لهم كثير حزب. والفقيه الإمام أبو بكر بن جعفر بن عبد الرحيم المخائي، وقاضيه القاضي محمد بن عبد الله بن إبراهيم اليافعي، وإمام المسجد الشيخ الزاهد يحيى بن عبد العليم، [٩١] وأتباع لهم حزب.

فلما تكرر من الأمير المفضّل تولية أحد الحزبين شهراً وعزله، وتولية الحزب الثاني (٣) في الشهر بعده، وحصلت (٤) الفتن بين الإمامين والمدرسين، تشتّت أتباعهما لذلك. ثم هاجر الإمام زيد اليفاعي إلى مكة، وجاور فيها إثنتى عشرة سنة.

وكان خفيف المؤنة زاهداً متورعاً، وكان له أطيان في اليمن، تأتيه ثمارها متوفرة المنافع، فيقارض فيما فَضَلَ في يده منها أقواماً من تجّار مكة.

أخبرني شيخي ابن (٥) بنته، الفقيه محمد بن عبد الله بن سالم أنه كان يقال: إن مال الفقيه زيد جدّه، قد بلغ في التجارة أربعةَ عشرَ ألف مثقال، وكان له بضعة عشر مُقارضاً، مع كل واحد ألف مثقال، منهم من يسافر إلى عدن، ومنهم من يسافر إلى زبيد، ومنهم من يسافر إلى مصر، ومنهم من يسافر إلى العراق، فتوفرت لديه أموال كثيرة، وكان قد توفي في خلال مجاورته، هذان


(١) في ع: بوجه لطيف وكيد حقيق.
(٢) عند السبكي: وإمام المسجد، حسان بن أحمد بن عمر بن حارث.
(٣) في ع: الآخر.
(٤) في ح: وحطت.
(٥) في الأصل و ع: من بنته.

<<  <  ج: ص:  >  >>