للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خليفتها قد مات، وافتقر الناس إلى خليفة صحيح العَقْد، فاجتمع أهل بغداد خاصة وعامة، فرضي العلماء كلهم أن يكون الإمام أبو إسحاق الشيرازي عاقداً لمن يستحق الخلافة، فوقف المختار منهم من العباسيين - قال القاضي طاهر: وأظنه المقتدي (١) بأمر الله، وذلك سنة سبع وستين (٢) وأربعمائة - في رأس درجة، والعلماء [٩٧] وأفاضل الناس في ساحة تحت الدرجة. فلما رَضي العلماء وأفاضل الناس بالإمام أبي إسحاق، طلع الدرجة فسقط في وسطها، فابتدر الخليفة والعلماء، فسبقهم الخليفة إليه، وكان الخليفة ضليعاً (٣) فأقامه وأصعدة (٤) المنبر إليه إلى رأس الدرجة، فحمد الشيخُ الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم، وعقد الخلافة للخليفة، فلما فرغ قال له الخليفة: هل من حاجة! قال نعم، أخبرني فلان عن فلان مسنداُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ما من خليفة إلا وله دعوة مجابة، وأريد أن تدعوا لي، فدعى له من ساعته وأمن الحاضرون، (وكان) (٥) لهذا المناخي مدائح فيه مشهورة منها قوله.

ولقد رضيت عن الزمان وإن رمى .... قومي بخطب ضعضع الأركانا

لما أراني طلعة الحبر (٦) الذي .... أحيا الإله بعلمه الأديانا

أزكى الورى دينا وأكرمَ شيمةً .... وأمدُّ في طلقِ العلوم عِنانا


(١) هو فعلاً: «المقتدي بأمر الله» - كما نص على ذلك السبكي - ولى الخلافة من سنة ٤٦٧ - سنة ٤٨٦ هـ.
(٢) في الأصل و ع: ست وسبعين وأربعمائة. وما أثبتنا من ح و ب والسلوك وكتب التأريخ.
(٣) في ح: بليغاً.
(٤) في ح و ب: وأقعده إليه إلى رأس الدرجة.
(٥) تكملة من ح و ع و ب.
(٦) في ح: الخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>