ولذلك فإن الباحث يجد مشقة وعناء في تحقيق ما يعرض له من نصوص، الأمر الذي حملني عبئاً باهضاً في تحقيق هذا الكتاب ومقابلة ما نقله المؤلف من نصوص على أصولها الخطية.
ويكفي أن يطلع القارئ، على ثبت المراجع المستعملة في التحقيق (بآخر الكتاب) ليدرك عدد المخطوطات التي رجعت إليها وعارضت بها ما جاء في هذا الكتاب.
وقد راعيت عند كل ترجمة أن أشير إلى بعض المراجع التي ترجمت له، للإستئناس بها أو لمن يريد التوسع في أخبار صاحب الترجمة، وحرصت أن تكون أكثر هذه المراجع ممن نقل عن ابن سمرة أو اطلع على كتابه، وقد اضطرني الأمر إلى التوسع في بعض الحواشي بالشرح أو التعليق على بعض المناسبات، وهي وإن كانت بالنسبة لأهل اليمن معروفة عندهم، إلا أنها قد تكون بالنسبة إلى غيرهم - خارج بلادهم - مجهولة وغير معروفة.
وأخيراً وبعد أن قدمت الكتاب إلى العلماء والباحثين وعلى الأخص المشتغلين بالدراسات اليمنية على هذه الصورة التي أرجوا أن تظفر بتقديرهم أرى فرضاً عليّ أن أتوجه بخالص الشكر والثناء إلى العلامة الجليل القاضي محمد العمري الذي دفعني بتشجيعه وتقديره إلى تحقيق هذا الكتاب ونشره معاهداً له على أن أحقق رغبته في نشر كتاب "طبقات علماء الزيدية" للإمام يحيى بن الحسين في القريب إن شاء الله.
كما أخص بالشكر صديقي العزيز القاضي إسماعيل بن حسن الأكوع الذي قدم لي من جهده وعلمه وحماسه، ما يجعلني أضاعف له الثناء والحمد.
والله سبحاته وتعالى أسأل أن يوفق اليمنيين جميعاً وعلى رأسهم جلالة الإمام الناصر لدين الله أحمد بن يحيى حميد الدين ملك اليمن، في إحياء تراث بلادهم المجيدة والعناية به، والسير قدماً في ركب الحضارة ونهضة الشعوب إنه سميع مجيب.