للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر بن علي بن أسعد السلالي ثم الكناني، قصيدة يرثي فيها ولده المذكور، ويصف جودة علمه ويمدحه بالمعرفة والكمال، فقال في بعضها:

أمِن بعد عبد الله نجل محمد … يصون دموع العين من كان مسلما

وقد غاض بحر العلم مذ غاب شخصه … ولكنّ بحر الوجد من بعده طما

تضعضع بنيان العلوم لفقده … وأصبح وجه الدرس أرمد (١) أقتما

[١١٣] غدا كل نور في الجزيرة خامداً … فأصبح ركن العلم ثَمَّ مهدما

فيا منهلاً تُروى القلوب بِوِرْدِهِ … شهدت لقد أورثتها (٢) بعدك الظما

فيا أيها الشيخ الإمامُ تصبُّرا … وإن كنتَ أهدَى من سواكا وأحلما

هو الدهر لا يبقي على حالةٍ معاً … يُدير على أهلِه بؤساً وأنعُما

فحيناً تراه بأسر الوجه عابساً … وحيناً تراه ضاحكاً متبسما

وما أبقت الدنيا مطاعا مسوّدا … ولا مَلِكاً في السالفين (٣) مكرما

فأين جُدَيْسٌ أين طَسْمٌ وجُرْهُمٌ … ألم تطمس الأيام طسْماً وجُرهما

أَما أهلكت عاداً ومنْ كان قبلَها (٤) … ومَن بَعْدَها مَنْ ذا مِنَ القَدَرِ أحتمى

والمرثية (٥) طويلة تزيد على خمسين بيتاً، ويقال أنه كان على هذا الفقيه الفتى ألف دينار، قضاها عنه هذا الشيخ والده رحمهما الله.

وكان الشيخ محمد بن عبدويه مفخماً عند الناس، معظماً كثير المال كبير الجاه، كريم النفس، غزير العلم، فارتحل إليه الناس وكبار فقهاء اليمن، لكثرة علمه وجودة إتقانه وفهمه، كالفقيه عبد الله بن أحمد بن محمد بن أبي عبد الله الهمداني (٦)


(١) في ح و ع و ب والسلوك: أربد.
(٢) في ح و ب: أريتها. والسلوك: أوليتها.
(٣) في ب: السابقين.
(٤) في ع: قبله.
(٥) كذا في ح و ب: وفي الأصل و ع: والترثية.
(٦) ستأتي ترجمته ص ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>