للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: ما قاله هو وجه الصواب فاستحسنه (١).

وقلت (٢): وهذا صحيح، لأنه رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه دخل المسجد، فرأى مجلسين، أحدهما يذكرون الله تعالى، والآخر يتذاكرون الفقه، فقال كِلا المجلسين خيرٍ، وهذا أحب إليّ، وعدل إلى الفقه (٣).

وفي رواية أنه قال: كِلا المجلسين على خير، وأحدهما أفضل من صاحبه، أما هؤلاء فيدعون الله عز وجل، ويرغبون إليه إن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وأما هؤلاء فيتعلّمون ويعلِّمون الجاهل، هؤلاء أفضل، ثم جلس معهم، [١١٦] وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بالفقه كل الفقه؟ قالوا: بلى يا رسول الله!

قال: من لم يُقنط الناس من رحمة الله ولم يُؤَيِّسْهُمْ من روح الله، ولم يُؤمِّنهم من مكر الله، ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى ما سواه، أَلَا لَا خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَيْسَ فِيهَا فَقُّهٌ وَلَا عِلْمٍ لَيْسَ فِيهِ تَفَهُّمٌ (٤) وَلَا قِرَاءَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَدَبُّرٌ».

قلت أيضاً: ذكر الإمامان ابن الصباغ في «شامله (٥)» ويحيى (بن أبي الخير العمراني في «(٦) بيانه (٧)»)


(١) في ح: فاستحسنته. و ب: واستحسنته.
(٢) في ب: قال المؤلف.
(٣) في ح: فغدا إلى أهل الفقه. وفي ع: وعدل إلى أهل الفقه.
(٤) في ح: فهم.
(٥) الشامل: للإمام أبي نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد، المعروف بابن الصباغ المتوفي سنة ٤٧٧ هـ. وهو من أجود كتب الشافعية وأصحها نقلاً، كما وصفه ابن خلكان. وقد اعتنى العلماء بشرحه والتعليق عليه (راجع كشف الظنون ٢: ١٠٢٥) ويقع في حوالي عشر مجلدات.
ويوجد منه أجزاء متفرقة في دار الكتب المصرية والخزانة التيمورية ومكتبة أحمد الثالث باستانبول (راجع فهرسة المخطوطات المصورة بالجامعة العربية (١: ٣٠٥).
(٦) البيان: من أهم كتب الشافعية، وقد مكث صاحبه في تأليفه ست سنين من سنة ٥٢٨ - سنة ٥٣٣ هـ. ويقع في حوالي أحد عشر مجلداً. يوجد منه أجزاء متفرقة في دار الكتب المصرية ومكتبات استانبول (راجع الفهرست المذكور ١: ٢٩٠).
(٧) تكملة من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>