فالشاعر جمع في قصائده كل ما يقال في المديح النبوي، وذهب في مدح النبي الكريم مذاهب عدة من الحديث عن إرهاصات النبوة إلى ذكر أوصافه وفضائله الدينية والدنيوية مرورا ببيان أثره في الناس وموقعه بين الرسل الكرام. إن الاهتمام بالشكل الشعري والبحث عن التميز من خلاله يعني أن المديح النبوي عند الشاعر قد وصل إلى مرتبة متقدمة وأن سابقيه قد أفاضوا القول فيه ولذلك لجأ إلى الشكل لعلّه يجد فيه ما يظهره بين غيره من الشعراء، فالمضمون عنده قد انتهى إلى ما لا مزيد عليه.
ويظهر من قصائده أن القيود التي قيّد الشاعر نفسه بها قد كلّفته من الصنّعة شططا، وجعلته يقترب من النظم المجرد الذي يخلو من روح الشعر، فجاء مخمّس الديوان ليعطي لهذا الشعر شيئا من الحيوية مستفيدا من المعنى والوزن، مضيفا إلى المعنى مالديه من مشاعر وأفكار، أو ليكمل المعنى ويوضحه في الشعر الأصلي، ومن أمثلة ذلك تخميس القصيدة الهمزية الذي جاء على النحو التالي:
له رتبة فوق السّماكين قد سمت ... وكفّ ندى تحكي السّحاب متى همت