للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي العصر الراشدي والأموي لا نقع على قصائد خاصة في المديح النبوي، وكان ذكر رسول الله يأتي في قصائد الفخر أو في معرض المقارنة، أو في قصائد التشيع، وخاصة عند الكميت بن زيد الأسدي.

وظل ذلك ساريا على الدور الأول من العصر العباسي، وزاد لحرص الخلفاء على صفتهم الدينية، وعلى ارتباطهم برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثم ظهرت مقطوعات خالصة للمدح النبوي، تبعتها قصائد كاملة، كانت في بدايتها معارضة لقصائد قيلت في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وشهد هذا العصر ظهور كثير من فنون القول التي أضحت بعد ذلك من أجزاء المدحة النبوية.

أما في العصر الفاطمي والأيوبي، فقد تكاملت المدحة النبوية، ووصلت إلى العصر المملوكي على جانب كبير من النضج الفني، حيث استقر هذا الفن وشاع شيوعا كبيرا، وظهرت فيه القمم، والدواوين المنفردة الكثيرة، والشعراء الذين وقفوا حياتهم وفنهم على النظم فيه، والتفت إليه النقاد، يحاولون وضع قواعد ثابتة له.

<<  <   >  >>