للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسرنا إلى خير البريّة كلّها ... على علمنا أنّا إلى الله نرجع

نوقّره في فضله ونجلّه ... وفي الله ما نرجو وما نتوقّع

ونخصف أخفاف المطيّ على الوجا ... وفي الله ما نزجي وفي الله نوضع «١»

وقد بيّن الشعراء أسباب التفافهم حول آل البيت، وأظهروا عواطفهم الدينية الممزوجة بتوجههم السياسي الذي يرمي إلى وصول آل البيت إلى الخلافة، والخلافة مقام ديني وسياسي في الوقت نفسه، وظل ذلك متداولا بين الشعراء الذين يميلون إلى التشيع أما الشعراء الذين لا يرون رأي الشيعة، فإنهم يمدحون آل البيت ويذكرون قرابتهم من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومكانتهم الرفيعة في الإسلام، مثل قول الفرزدق في زين العابدين:

الله شرّفه قدما وعظّمه ... جرى بذاك له في لوحه القلم

من جدّه دان فضل الأنبياء له ... وفضل أمّته دانت له الأمم

مشتقّة من رسول الله نبعته ... طابت مغارسه والخيم والشّيم

من معشر حبّهم دين وبغضهم ... كفر وقربهم منجى ومعتصم

مقدّم بعد ذكر الله ذكرهم ... في كلّ بدء ومختوم به الكلم «٢»

ومرّ معنا ما قاله الكميت في هاشمياته التي جادل فيها الأمويين في حق الهاشميين في الخلافة والتي أشاد فيها بال البيت، واتسع في ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اتساعا يسيرا.

واستمر الشعراء في مدح آل النبي مدحا دينيا حينا ومدحا سياسيا حينا آخر، وقد نسب للإمام الشافعي شعر يشيد فيه بال البيت، وكأن الإمام الشافعي يردّ على من انتقص قدرهم، فيقول:


(١) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة ٢/ ١٨٨.
(٢) ديوان الفرزدق: ٢/ ١٨٠.

<<  <   >  >>