للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا أهل بيت رسول الله حبّكم ... فرض من الله في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم القدر أنّكم ... من لم يصلّ عليكم لا صلاة له «١»

وأوضح الإمام الشافعي موقفه الذي لا يفرق فيه بين الصحابة، ولا ينكر فضل أحدهم، فقال:

إذا نحن فضّلنا عليّا فإنّنا ... روافض بالتّفضيل عند ذوي الجهل

وفضل أبي بكر إذا ما ذكرته ... رميت بنصب عند ذكري للفضل

فلا زلت ذا رفض ونصب كلاهما ... بحبّيهما حتى أوسّد بالرّمل «٢»

وهكذا أخذ الشعراء يمدحون آل النبي الكريم، ويذهبون في مدحهم كل مذهب، ويذكرون في مدحهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يتسعون في ذكره ويقتصرون، وهم في معظم شعرهم يقصرون هذا الذكر على قرابة آله منه، وافتخارهم بالانتساب إليه، ومن ذلك مدح محمد بن حبيب الضبي «٣» لعلي بن أبي طالب بقوله الذي اكتفى فيه بذكر وصية النبي لعلي فقط:

وصيّ محمّد حقّا عليّ ... وقتّال الجبابر والقروم

وخازن علمه وأبو بنيه ... ووارثه على رغم المليم

شفاعته لمن والاه حتم ... إذا فرّ الحميم من الحميم

ومن يعلق بحبل الله فيه ... فقد أخذ الأمان من الجحيم «٤»


(١) ديوان الشافعي: ص ٧٢.
(٢) ديوان الشافعي: ص ٧٢.
(٣) ابن حبيب الضبي: محمد بن حبيب بن أمية، من موالي بني العباس، علامة بالأنساب والأخبار واللغة والشعر له عدة كتب منها (أمهات النبي) توفي سنة (٢٦٥ هـ) . الحموي، ياقوت: معجم الأدباء ٦/ ٤٧٣.
(٤) المرزباني: معجم الشعراء ص ٤١٩.

<<  <   >  >>