للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكنّ سرّ الله شطّر فيكما ... فكنت لتسطو ثم كان ليغفرا

«والمعنى أن النبي صلّى الله عليه وسلّم والأمير سرّان لله، فالنبي سرّ العفو، وعلي فيه سر الانتقام» «١» .

ونسبوا إلى علي كرم الله وجهه معجزات عرفت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: «ردّت الشمس له مرتين، مرة بالمدينة عند حياة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ومرة بالعراق بعد وفاته صلّى الله عليه وسلّم» .

ووصلوا في الغلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى ما لا مزيد بعده، فقد عقب شارح القصائد السبع العلويات على قول ابن أبي الحديد:

علّام أسرار الغيوب ومن له ... خلق الزّمان ودارت الأفلاك «٢»

«روى الخوارزمي بإسناده إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه، ولم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب، ثم أخرجه من صلب عبد المطلب، وقسمه قسمين، قسما في صلب عبد الله، وقسما في صلب أبي طالب، فعليّ منّي وأنا منه» «٣» . وهذا الحديث ورد في كتب الأحاديث الموضوعة «٤» .

فإلى هذا الحد أوصل غلاة الشيعة عليّا، وأحاطوا آله بهالة من القداسة، وخاطبوهم كما تخاطب الأنبياء، حتى إذا قامت الدولة الفاطمية، التي جعل خلفاؤها من أنفسهم أصحاب الحق الذين وصلوا إليه، وتبنّوا كل ما قيل عنهم منذ عهد الرسول


(١) ابن أبي الحديد: القصائد السبع العلويات ص ٤٣.
(٢) المصدر نفسه: ص ٥٢.
(٣) المصدر نفسه: ص ٦٩.
(٤) السيوطي: اللآلي المصنوعة ١/ ١٦٦.

<<  <   >  >>