للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خاص، وهذا يؤكد أن هذه التعابير صارت شائعة، وأنها أضحت من عدة الأديب، فقال مثلا في كتابه (سحر البلاغة) تحت عنوان (ذكر الآل) :

«وعلى آله الذين عظّمهم توقيرا، وطهّرهم تطهيرا، أعلام الإسلام، وأمان الإيمان.. الذين أذهب عنهم الأرجاس، وطهّرهم من الأدناس، وجعل مودتهم أجرا على الناس ... » «١» .

وأورد أيضا في كتاب الممادح والأثنية ما يخص منها أبناء النبوة، فقال: «استقى عرقه من منبع النبوة، ورضعت شجرته من ثدي الرسالة، وتهدلت أغصانه عن نبعة الإمامة» «٢» .

وظل الشعراء على عهد بني العباس يمدحون آل النبي بما تقدم، وظلوا على شيء من الاتزان في الحديث عنهم، لا يتعدون إظهار المحبة، والدعوة إلى تبجيلهم، وضرورة وصولهم إلى حقهم، ويهاجمون من يعاديهم مثل قول الصاحب بن عباد «٣» :

أحبّ النّبيّ وآل النّبيّ ... لأنّي ولدت على الفطرة

إذا شكّ في ولد والد ... فايته البغض للعتره «٤»

لكن الغلو أخذ بالظهور عند شعراء الشيعة شيئا فشيئا، بعد أن أخذت الأفكار.

الغريبة طريقها إلى الشيعة، والفرق المتطرفة منهم خاصة، فابن أبي الحديد يقول في قوله تعالى: عَمَّ يَتَساءَلُونَ إنه علي بن أبي طالب «٥» .

ويقول في النبي الكريم وعلي بن أبي طالب:


(١) الثعالبي: سحر البلاغة ص ١٢.
(٢) المصدر نفسه: ص ٥٧.
(٣) الصاحب بن عباد، إسماعيل بن عباد بن العباس الطالباني، وزير غلب عليه الأدب، له تصانيف، توفي سنة (٣٨٥ هـ) . ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب ٣/ ١١٣.
(٤) ديوان الصاحب بن عباد: ص ٧٧.
(٥) ابن أبي الحديد: القصائد السبع العلويات ص ١٢٠.

<<  <   >  >>