للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله لآكله.. وإن قرأ على ماء.. فمن شرب من ذلك الماء، دخل قلبه ألف نور ورحمة» «١» .

إن استعراض ما جاء في الموالد النبوية من روايات وقصص، يثير العجب والاستغراب، فقد جعلوا لقراء المولد النبوي والذين يقيمون الاحتفال به من الكرامات والثواب، ما يلبي لهم حوائج الدنيا، ويؤمن له حسن العقبى في الآخرة، والأمر جميعه مختلق لا يثبت عند النظر فيه. بل وصل الأمر بمختلقي هذه الروايات إلى تكفير تارك قراءة المولد النبوي، فقال أحدهم: «نص الفقهاء على كفر تاركه، لإشعاره بعدم حبّه له عليه الصلاة والسلام، وحيث أن عمل المولد انعقد عليه الإجماع من الأئمة الذين فضلهم في الأمة شاع، فلتاركه مع القدرة عليه العذاب المهين لإبدائه باتباع غير سبيل المؤمنين» «٢» .

وعلاوة على ذلك فقد جعلوا من طقوس قراءة المولد، القيام عند الوصول إلى خبر المولد، ونقلوا عن الفقهاء وغيرهم، أنهم «أجمعوا على القيام عند وصول القارئ إلى خبر ولادته، لما فيه من سرور أمته وإيقانهم بقرب مشاهدته، حيث أن القيام من علامات التوقير والاحترام» «٢» .

ولذلك نفر بعض كتّاب المولد النبوي من مثل هذه الروايات المختلقة، وحذروا منها، واشترطوا أن يكون المولد من «تحرير عالم متقن بخلاف الخرافات الشائعة بين الجهّال، فذلك ممّا يجب إنكاره» «٣» .

ولم يقتصر ما يستنكر من الموالد النبوية على القصص والروايات المختلقة التي تهدف إلى جلب اهتمام العامة إلى الموالد، وإثارة خيالهم، بل ظهر في وقت متأخر في


(١) مولد ابن حجر ص ١٠.
(٢) ملص، محمد جمال الدين: التحفة المرضية ص ٣٠.
(٣) الحلواني الخليجي: العلم الأحمدي ص ٢٧.

<<  <   >  >>