للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا من به الرّسل الكرام توسّلوا ... فغدا توسّلهم به مقبولا «١»

وأكّد عليه الحلي في قوله:

وبك استغاث الأنبياء جميعهم ... عند الشّدائد ربّهم ليعانوا «٢»

في حين جعل ابن بنت الأعز «٣» التفاضل بين الأنبياء مدخلا لسرد معجزات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال:

وأراه كيف تفاضل الأملاك والر ... رسل الكرام وكان غير مقلّد

هل جاء قبلك مرسل بخوارق ... إلّا وجئت بمثله أو أزيد

فعصا الكليم تبدّلت أعراضها ... وكذا عصاك تبدّلت بمهنّد «٤»

أما الباعونية، فتقيم تفضيل النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم على سائر الأنبياء، على الأحاديث الغيبية، وعلى ما روى في قصة الإسراء والمعراج، فتقول:

ولقد قامت على تفضيله ... حجج كالشّمس ما عنها غطي

أمّه بالرّسل منها وكذا ... حشرهم تحت لواه يا أخي

وإذا ما أحجموا عن رتبة ... قام فيها شافعا من غير لي «٥»

ويظهر أن المفاضلة بين الأنبياء وتفضيل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليهم، ما كانت لتتم بهذه الحدة وتأخذ من جهد الكتّاب والشعراء هذا القدر، لو لم يكن العصر الذي شهد ظهور كتب الخصائص وقصائد المديح النبوي، عصر صراع مع عدو خارجي، أراد محو هذا


(١) الشهاب محمود: أهنى المنائح ص ١٤.
(٢) ديوان الصفي الحلي: ص ٨١.
(٣) ابن بنت الأعز: عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن خليفة العلامي، وزير فقيه، تولّى التدريس، توفي سنة (٦٩٥ هـ) . ابن شاكر: فوات الوفيات ٢/ ٢٧٩.
(٤) ابن شاكر: فوات الوفيات ٢/ ٢٨١.
(٥) ديوان الباعونية، ورقة ٤.

<<  <   >  >>