للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محقت طغاة التّرك أطراف القرى ... فالمال نهب والمنازل بلقع

واشفع إلى الرّحمن في غفران ما ... هذي عقوبته فأنت مشفّع «١»

وبدأ توسله بالنبي في إحدى قصائده بطلب الرحمة لنفسه ولعترته، ثم انتقل إلى أمته، فطلب لها الحيا والخير والأمن والسلامة، واختتم توسله بالصلاة على النبي، فقال:

واسأل لأمّتك الحيا غدقا فقد ... فقد المزارع ماءها السّحاحا

والأمن والعيش الرّغيد ونضرة ... كاماقهم ومعونة وصلاحا

واسأل إلهك أن يكون بقهره ... لعدوّهم مستأصلا مجتاحا

صلّى عليك الله ما سرت الصّبا ... وشدا حمام في الغصون وناحا «٢»

ولا تقتصر استجارة الصرصري برسول الله صلّى الله عليه وسلّم على طلب النصرة للأمة، والغيث لأرضها، بل تتعدى ذلك إلى طلب الثبات على العقيدة، والتخلص من الفتن الدينية، والانحرافات في العقيدة، فقال في ختام مدحة نبوية:

فقل يا رسول الله أنت نصيرنا ... على فتن في وقتنا تتقرّع «٣»

ولا ينسى الصرصري نفسه في التوسل والاستغاثة، فهو مثل غيره من شعراء المدائح النبوية، يطلب المغفرة والفرج، والنجاة في الآخرة، فخصّ نفسه في طلب الغوث من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ليعينه على خطب شديد ألمّ به، وليسأل الله تعالى له المغفرة يوم القيامة، فقال:


(١) ديوان الصرصري: ورقة ٥٧.
(٢) المصدر نفسه: ورقة ٢٨.
(٣) المصدر نفسه: ورقة ٦٢.

<<  <   >  >>