للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حينا، يتعلق بالشاعر نفسه، فإما أن يكون لحاجة من حوائج الدنيا، وإما أن يكون طلبا للمغفرة والتكفير عما فرط منه، مثل قول ابن أرقم النميري «١» :

وكيف أخاف ذنوبا مضت ... وأحمد في زلّتي يشفع «٢»

فالشاعر طلب المغفرة، وأبدى شيئا من الارتياح، لتيّقنه من شفاعة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم له، ولذلك نجد شاعرا آخر هو ابن يحيى الغرناطي «٣» ، يتشفع بالنبي الأمين، وهو موقن بالقبول، لأنه يتشفع بمن توسّل به أبو البشر، فيقول:

جرمي عظيم يا عفوّ وإنّني ... بمحمّد أرجو التّسامح فيه

فبه توسّل آدم من ذنبه ... وقد اهتدى من يقتدي بأبيه «٤»

ويظهر أن الشاب الظريف «٥» قد استشعر عظم ذنبه، وتماديه في لهو الشباب، فنظم المدائح النبوية ليكفّر عن ذنبه، وليبدأ حياة جديدة من التقوى، لذلك نجده في آخر إحدى مدائحه النبوية التي وصلتنا، يتشفّع برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويستجير به من ذنبه، فيقول:

لي من ذنوبي ذنب وافر فعسى ... شفاعة منك تنجيني من اللهب

وقد دعوتك أرجو منك مكرمة ... حاشاك حاشاك أن تدعى فلم تجب «٦»

واقترب الشرف الأنصاري من الشاب الظريف في توجهه نحو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم


(١) ابن أرقم النميري: محمد بن أحمد بن رضوان، توفي سنة (٦٩٤ هـ) . السيوطي: بغية الوعاة ص ٤٢.
(٢) السيوطي: بغية الوعاة ص ٤٢.
(٣) ابن يحيى الغرناطي: محمد بن علي بن يحيى الشامي التاجر، توفي سنة (٧١٥ هـ) السيوطي: بغية الوعاة ص ١٩٢.
(٤) المصدر نفسه: ص ١٩٣.
(٥) الشاب الظريف: محمد بن سليمان بن علي التلمساني، شاعر رقيق له ديوان شعر، توفي شابا سنة (٦٨٨ هـ) . ابن شاكر: فوات الوفيات ٣/ ٣٧٢.
(٦) ديوان الشاب الظريف: ص ٥٧.

<<  <   >  >>