للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لطلب الشفاعة، والتوسل به للتخلص من الذنوب، وليحصل على الراحة النفسية، فطلب من الناس التشفع برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقال في إحدى مدائحه النبوية:

تشفّع به فهو نعم الشّفيع ... وسله المنى فهو بحر السّخاء

فعطفا على من تناهت به ال ... خطايا، وما عطفت لانتهاء

فأنت النّبيّ الوجيه الذي ... حوى في الشّفاعة فضل الجزاء

فشرّفه الله مختاره ... بخير صلاة وأزكى ثناء «١»

لقد مزج الشرف الأنصاري بين التشفع والمدح، وأدرج الصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بخفة ورشاقة، وجاء بها على هيئة المدح بذكر مواهب الله تعالى لنبيه الكريم، وكل مناه أن تتحقق له الشفاعة وتغفر ذنوبه، فهو ينظر في توسله إلى اليوم الآخر، في حين نجد شعراء آخرين، يتوسلون برسول الله صلّى الله عليه وسلّم طالبين الراحة في الدنيا والآخرة.

وأظهر شرف الدين القناوي «٢» في مديحه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما يعتقده في التوسل بالنبي، وطلب شفاعته، فقال:

على نايبات الدّهر أرجو محمّدا ... يساري في اليسرى ويمناي في اليمنى

مناي من الدّنيا زيارة أحمد ... وقصدي في الآخرى شفاعته الحسنى «٣»

وأكثر الشعراء استجارة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتوسلا من الذين مدحوه، هو البرعي الذي كان يعتقد اعتقادا جازما في أن مديحه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم سيجلب له الشفاعة، ويحقق


(١) ديوان الشرف الأنصاري: ص ٥٣٥.
(٢) شرف الدين القناوي: محمد بن أحمد بن إبراهيم، القاضي الفقيه، تولى الحكم والخطابة في قنا، وتوفي سنة (٦٩٢ هـ) . الصفدي: الوافي بالوفيات ٢/ ١٣٦.
(٣) ديوان الشرف الأنصاري: ٣/ ١٣٧.

<<  <   >  >>