للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا رسول الله عونا مدد ... أنتم الوالد والعبد الولد

يا رسول الله ما لي عتد ... غير حبّك ويا نعم العتد

يا رسول الله كن لي شافعا ... أنت والله شفيع لا ترد

يا مليح الوجه يا خير الورى ... أنت بعد الله نعم المعتمد

واسأل الرّحمن لي من فضله ... العفو والغفران والرّزق الرّغد «١»

فالدعاء والتوسل هو أكثر مواطن المدحة النبوية دلالة على نفس الشاعر، وإظهارا لما يجيش فيها من عواطف وأحاسيس، وفيه يظهر الغرض الذاتي للشاعر من وراء مديحه النبوي.

ومثلما حرص شعراء المديح النبوي على التشفع برسول الله والاستجارة به والتوسل إلى الله بجاهه وحبه، لتحقيق سعادة الدنيا والآخرة، فإنهم جعلوا من الصلاة على النبي خاتمة لمدائحهم، لا يتخلون عنها، ويفتنون في عرضها، وفي تقليب معاني تكثيرها ودوامها، مثلما رأينا عند البوصيري، فالقيراطي اختتم إحدى مدائحه النبوية بقوله:

يا إمام الهدى عليك صلاة ... وسلام في الصّبح ثمّ العشاء

ما صبا في أصائل قلب صبّ ... ذكر الملتقى على الصّفراء «٢»

ويقرب من هذه الصلاة الخاتمة للمدحة النبوية، ما اختتم به لسان الدين بن الخطيب «٣» إحدى مدائحه النبوية بقوله:


(١) العيدروسي: النور السافر ص ٢٨.
(٢) الباعونية: شرح الفتح المبين ص ٤٦٥.
(٣) لسان الدين بن الخطيب: محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني الأندلسي، مؤرخ أديب وزير. ترك الأندلس إلى المغرب، وله مؤلفات كثيرة، توفي سنة (٧٧٦ هـ) . الناصري، أحمد: الاستقصا ٢/ ١٣٢.

<<  <   >  >>