للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليك صلاة الله ما طيّب الفضا ... عليك مطيل بالثّناء مطيب

وما اهتزّ قدّ للغصون مرنّح ... وما افترّ ثغر للبروق شنيب «١»

وإذا ربط ابن الخطيب صلاته السابقة على النبي بهبوب الريح واهتزاز الأغصان ولمعان البرق، فإنه ربط في نبوية أخرى مدة صلاته على النّبي باستمرار طواف الحجيج حول الكعبة وكثرتهم، فربط المعنى الديني بالمعنى الديني، مغيّرا ما درج عليه شعراء المدائح النبوية من ربطه بالعدد، واستمرار مظاهر الطبيعة وتكرارها، فقال:

عليك سلام الله ما طاف طائف ... بكعبتك العليا وما قام قائم

وأهدي صلاتي والسلام لأحمد ... لعلّي به من كبّة النّار سالم «٢»

وأجمل السيوطي «٣» ما قصده مدّاح النبي صلّى الله عليه وسلّم من ربط الصلاة عليه بما يصعب حصره وحده للتعبير عن دوام الصلاة التي يدعون الله تعالى أن يمنحها لرسوله الأمين، فقال:

عليه مني صلاة ما لها عدد ... تفصيل مجملها يربو على الدّيم «٤»

وأضاف النواجي إلى مظاهر الطبيعة في الصلاة على النبي بعض الموافق النفسية، ودوام سير المسلمين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، فجمع مظاهر الطبيعة ومظاهر العبادة وبعض مظاهر النفس الإنسانية، وربط ذلك كله بالصلاة على النبي فقال:

عليه صلاة الله ما لاح بارق ... وما لعلع الحادي سحيرا لمكّة


(١) المقري: نفح الطيب ٦/ ٣٦٣.
(٢) المصدر نفسه: ٣/ ١٤٨.
(٣) السيوطي: الحافظ المسند عبد الرحمن بن أبي بكر الخضيري، صاحب المؤلفات الكثيرة، عمل في الإفتاء والتدريس، وتوفي سنة (٩١١ هـ) . ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب ٨/ ٥١.
(٤) النبهاني: شواهد الحق ص ٢٢١.

<<  <   >  >>