للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأنبياء- عليهم السلام- وتفضيل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليهم جميعا، فرسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو أوّل الأنبياء، وهو الحقيقة الثابتة المستمرة التي تتجسد في كل عصر بنبي من الأنبياء، فهم صور متعددة لحقيقة واحدة، وهذا معنى لم نعهده من قبل في الشعر العربي، يدل عليه قول البوصيري:

إنّما مثّلوا صفاتك للنّا ... س كما مثّل النّجوم الماء «١»

وكذلك الأمر في مدح المتصوفة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإن معاني مدحهم له جديدة مستمدة من مذهبهم، وهي معان لم تكن معروفة سابقا، مثل قول الصرصري:

يا سيّد البشر الذي هو غوثنا ... في حالتي جدب الزّمان وخصبه «٢»

ومن معانيهم الجديدة في المديح النبوي، المعنى المستمد من اعتقادهم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو سر الوجود وعلّته، مثل قول الدروكي.

يا قطب دائرة الوجود بأسره ... لولاك لم يكن الوجود المطلق «٣»

ومن معاني الحقيقة المحمدية التي تبدو جديدة على المديح النبوي، قول العفيف التلمساني في أبوّة رسول الله لآدم- عليهما السلام-، ووجوده السابق للوجود:

وقد كنت قبل الغيب فيه ممكّنا ... فأوجب إمكاني الوجود المحقّق

أبا لأبي الآباء كنت ونشأتي ... لها آخر الأبناء يعزى فيخلق «٤»

ونجد شيئا من الجدة في معاني تأثير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الكون ومظاهر الطبيعة والإنسانية وأمته، مثل قول البوصيري في فرح الطبيعة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم:


(١) ديوان البوصيري: ص ٤٩.
(٢) ديوان البوصيري: ورقة ١٠.
(٣) ابن حجر: الدرر الكامنة ٤/ ٢٥٩.
(٤) ديوان العفيف التلمساني: ورقة ١٠٩.

<<  <   >  >>