كتاب المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي

القسم الأول - الشكل الشعري: - ضروب النظم: - ص: 347

موشحات كثيرة في مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن هؤلاء الششتري «١» ، الذي جاء من الأندلس، وطاف أقطار المشرق، داعيا إلى طريقته الصوفية عن طريق نظم الموشحات والأزجال العامية التي انتشرت بين الناس، مما دعا الفقهاء إلى محاربة شعره الذي يميل في معظمه إلى الترخص في اللغة، ويقترب من العامية، وقلّما يسلم له موشح من اللحن، لأن العامية غلبت عليه، ومن موشحاته قوله:

لا تعشق يا قلبي ... سوى المصطفى

نور الله الممجّد ... وبحر الوفا

من حاز الحسن طرا ... وحاز الوفا

أنت البدر المكمّل ... وسرّك عجيب

آه جدّد عليّ ... وصال الحبيب

آه يا سيد الرسل ... مالي سواك

آه يا نور عيني ... قتلني هواك

آه اعطف عليّ ... وجد برضاك

أنت البدر المكمل ... وسرك عجيب

آه جدد علي ... وصال الحبيب «٢»

وهذا أقرب موشحاته إلى الصورة التي نعرفها للموشح، وهو يخلط دائما بين

---

(١) الششتري: علي بن عبد الله النميري، متصوف أندلسي من أهل ششتر، تنقل في البلاد مع أتباعه، وله عدة مصنفات منها المقاليد الوجودية في أسرار الصوفية، وديوان شعر كله موشحات وأزجال قريبة من العامية، توفي بمصر سنة (٦٦٨ هـ) . الغبريني: عنوان الدراية ص ٢٣٩.
(٢) ديوان الششتري: ص ٤١٧.