للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الموشح والزجل الملحون الذي يشكّل معظم ديوانه، وقد نظم به عددا من المدائح النبوية، ونجد أيضا زجلا في المدح النبوي عند ابن زقاعة في ديوانه، لا يختلف في مضمونه عمّا يرد في المدائح النبوية التي نعرفها «١» .

وبذلك يكون المدح النبوي قد أضحى أحد موضوعات الفنون الشعرية الشعبية المستحدثة في ذلك العصر.

ومن الموشحات التي مدح فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتقرب من المكفّرات، موشح لابن الملحمي الواعظ «٢» ، بدأه بوصف الطبيعة، وإظهار مشاعره، ثم انتقل إلى الوعظ والدعوة لترك الغواية وحياة اللهو والتكفير عنها، واختتمه بالمديح النبوي، فقال:

أرتجي ربّي ويكفيني الرّجا ... فهو الغفّار

والنّبيّ المصطفى بدر الدّجا ... أحمد المختار

من على سنّته سار نجا ... من لهيب النّار

مرشد الخلق إلى سبل النّجاح ... طاهر الأعراق

ذا النّدى بحر العطايا والسماح ... طيّب الأخلاق «٣»

والملاحظ في الموشحات أن ناظميها أطالوا في الوعظ والتذكير، وهذا مناسب للإنشاد والغناء في المجالس والاحتفالات.

ولم يتطرق شعراء المديح النبوي في الموشحات إلى نظم السيرة والمعجزات


(١) ديوان ابن زقاعة، ورقة ٢٦.
(٢) ابن الملحمي الواعظ: محمود بن القاسم الواسطي، عالم فاضل، اشتغل بالفقه، ونظم العلوم شعرا، أنشأ خطبا ومدائح، كان خطيب بغداد في وقته، توفي سنة (٧٤٤ هـ) .
(٣) ابن شاكر: فوات الوفيات ٤/ ١١٣.

<<  <   >  >>