للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لولاه ما طلعت شمس ولا غربت ... كلّا ولا دحيت أرض ولا سطحت

ولا السّماء سحّت ولا الجبال رست ... ولا البحار طمت ولا الصّبا نفحت

ولا الحياة حلت ولا الغيوث همت ... ولا الجنان زهت ولا لظى لفحت «١»

وإذا لم يتسن للشاعر نظم قصيدة لها خصائص القصائد السابقة، جاء إلى قصيدة قديمة فزاد عليها، وهذه الزيادة تقوي جرسها الموسيقي، وتهيئها لمجالس الذكر ومنشدي المدائح، وتتأتى هذه الزيادة بالتخميس أو التسبيع أو غير ذلك من التغييرات التي أجراها الشعراء على القصائد النبوية المشهورة وعندما وجدوا ما تحدثه هذه الإضافات من إقبال على مثل هذه القصائد، نظموا قصائدهم على هذه الأشكال، ومن التخاميس، تخميس على قصيدة للفزاري، جاء فيه:

هو المصطفى المحبوب طبعا وقربة ... تقدّس ذاتا ثم قبرا وتربة

أقول وأعنيه هوى ومحبّة ... أحبّ رسول الله شوقا وحسبة

لعلّي غدا عن حوضه لا أحّلأ «٢»

ومن التسديس قول ابن العطار:

صلّوا بأجمعكم على شمس الهدى ... صلّوا على بدر يزين المشهدا

صلّوا عليه فمن رآه تشهّدا ... صلّوا عليه به الرّشاد تمهّدا

أرضى النّزيل وبيّن التنزيلا ... صلّوا بكرة وأصيلا «٣»


(١) الصفدي: الوافي بالوفيات ١/ ٢٦٧.
(٢) الفزازي: ديوان الوسائل المتقبلة ص ٦.
(٣) المقري: نفح الطيب ٧/ ٤٨٧.

<<  <   >  >>