للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلّى الله عليه وسلم: «ما هذه النّيران؟ على أىّ شىء توقدون؟» ، قالوا: على لحم، قال: «على أىّ لحم» قالوا: على لحم الحمر الإنسيّة «١» قال:

«أهريقوها واكسروها» فقال رجل: يا رسول الله، أولا نهريقها ونغسلها؟ فقال: «أو ذاك» (رواه البخارى، ومسلم، وأحمد) «٢» .

[١٩٢] عن أبى هريرة- رضى الله عنه- أن النّبىّ صلّى الله عليه وسلم قال: «إذا سمعتم صياح الدّيكة «٣» فاسألوا الله من فضله فإنّها رأت ملكا «٤» ، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان «٥» فإنه رأى شيطانا» «٦» .

[١٩٣] عن أسامة بن زيد- رضى الله عنهما- «أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم ركب على حمار على إكاف عليه قطيفة فدكيّة وأردف «٧» أسامة وراءه» «٨» .


(١) الحمر الإنسية: يعنى أنها نسبت إلى الإنس، وهى ضد الوحشية. وقيل: «الحمر الإنسية» : الإنسىّ من الحيوان هو جانبه الأيسر، الذى يركب من جهته الراكب، ويحلب منه الحالب. والوحشى جانبه الأيمن، لأن الحيوان ينفر إذا ركب، أو حلب من جهته. والمقصود بالحمر الإنسية فى الحديث: الحمر التى لا تنفر، وهى المستأنسة لا الوحشية.
(٢) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب المظالم- باب هل تكسر الدنان التى فيها حمر، أو تخرق الزقاق (٣/ ١٧٨) ، وفى كتاب الجهاد والسير- باب التكبير عند الحرب (٤/ ٦٩) وباب ما يصيب من الطعام فى أرض الحرب (٤/ ١١٦) .
(٣) الدّيكة: جمع ديك وهو ذكر الدجاج، وللديك خصيصة ليست لغيره من معرفة الوقت الليلى، ويوالى صياحه قبل الفجر وبعده لا يكاد يخطئ (ارجع إليه مع الدجاج والديكة) .
(٤) قال القاضى عياض: سببه رجاء تأمين الملائكة على دعائه، واستغفارهم له وشهادتهم له بالإخلاص.
(٥) قال ابن حجر فى الفتح (٦/ ٤٠٦) : فائدة الأمر بالتعوذ لما يخشى من شر الشيطان وشر وسوسته، فيلجأ إلى الله فى دفع ذلك.
(٦) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب بدء الخلق- باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف الجبال (٤/ ١٥٥) ، ومسلم فى كتاب الذكر والدعاء- باب استحباب الدعاء عند صياح الديك (٥/ ٥٧٤) ، وأحمد فى مسنده (٢/ ٣٠٧، ٣١٢) .
(٧) أردفه: جعله خلفه، ورديفا له.
(٨) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب اللباس- باب الارتداف على الدابة (٧/ ٢١٧) .

<<  <   >  >>