للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١٩٤] عن معاذ رضى الله عنه قال: كنت ردف النبى صلّى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير، فقال: «يا معاذ، هل تدرى حقّ الله على عباده، وما حقّ العباد على الله؟» قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحقّ العباد على الله ألايعذّب من لا يشرك به شيئا» فقلت: يا رسول الله، أفلا أبشّر به الناس؟ قال: «لا تبشرهم فيتّكلوا» «١» .

[١٩٥] عن البراء بن عازب رضى الله عنهما قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم رهطا من الأنصار إلى أبى رافع «٢» ليقتلوه، فانطلق رجل منهم فدخل حصنهم، قال: فدخلت فى مربط دواب لهم.. قال: وأغلقوا باب الحصن، ثم إنهم فقدوا حمارا لهم فخرجوا يطلبونه، فخرجت فيمن خرج أريهم أننى أطلبه معهم، فوجدوا الحمار، فدخلوا ودخلت، وأغلقوا باب الحصن ليلا، فوضعوا المفاتيح فى كوّة حيث أراها، فلما ناموا أخذت المفاتيح ففتحت باب الحصن ثم دخلت عليه، فقلت: يا أبا رافع، فأجابنى، فتعمدت الصوت فضربته، فصاح، فخرجت، ثم جئت ثم رجعت كأنى مغيث، فقلت: يا أبا رافع، وغيّرت صوتى، فقال: ما لك لأمّك الويل، قلت: ما شأنك؟ قال: لا أدرى من دخل علىّ فضربنى، قال: فوضعت سيفى فى بطنه، ثم تحاملت عليه حتى قرع العظم، ثم خرجت وأنا دهش، فأتيت سلّما لأنزل منه، فوقعت فوثئت رجلى، فخرجت إلى أصحابى، فقلت: ما أنا ببارح حتى أسمع الناعية، فما برحت حتى سمعت نعايا أبى رافع تاجر أهل الحجاز. قال:


(١) رواه البخارى فى صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب اسم الفرس والحمار.
(٢) هو أبو رافع اليهودى، وكان يعادى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ويؤلب عليه الناس.

<<  <   >  >>