للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأخذتهن فوضعتهن فى كسائى، فجاءت أمهن فاستدارت على رأسى، فكشفت لها عنهن، فوقعت عليهن، فلففتها معهن، وهاهن فيه معى! فقال صلّى الله عليه وسلم: «ضعهن عنك» فوضعتهن، وأبت أمّهن إلا لزومهن. فقال النبى صلّى الله عليه وسلم: «أتعجبون لرحمة أم الفراخ فراخها؟» قالوا: نعم يا رسول الله. قال صلّى الله عليه وسلم: «فو الذى بعثنى بالحق نبيا لله أرحم بعباده من أم هؤلاء الأفراخ بفراخها، ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن» .

فرجع بهن وأمهن ترفرف عليهن «١» .

[٣٨٥] وروى مسلم عن سلمان قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إن الله خلق، يوم خلق السموات والأرض، مائة رحمة. كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها فى الأرض رحمة، فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة» «٢»

[٣٨٦] وروى مسلم والنسائى والترمذى عن ثابت، عن أنس- رضى الله عنه- أن النبى صلّى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت، - وفى رواية الترمذى- قد جهد، فصار مثل الفرخ، فقال له النبى صلّى الله عليه وسلم: «هل كنت تدعو الله بشىء أو تسأله إياه؟!» قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبى به فى الآخرة فعجّله لى فى الدنيا.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «سبحان الله! إنك لا تطيقه، ولا تستطيعه، أفلا قلت: اللهم اتنا فى الدنيا حسنة، وفى الآخرة


(١) حديث ضعيف.. رواه أبو داود (٣٠٨٩) .
(٢) حديث صحيح.. رواه مسلم (٢٧٥٣) .

<<  <   >  >>