للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤٢٨] روى أبو داود أن النبى صلّى الله عليه وسلم غيّر اسم العاص وعزيز وعتلة وشيطان والحكم وغراب وحباب وشهاب فسمّاه هشاما، وسمى حربا سلما» «١» .

[٤٢٩] عن عكرمة أن رفاعة طلّق امرأته فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير القرظى. قالت عائشة رضى الله عنها: وعليها خمار أخضر، فشكت إليها، وأرتها خضرة بجلدها. فلما جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم- والنساء ينصر بعضهن بعضا- قالت عائشة: ما رأيت مثل ما يلقى المؤمنات لجلدها أشد خضرة من ثوبها. قال: وسمع أنها قد أتت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فجاء ومعه ابنان له من غيرها، قالت: والله ما لى إليه من ذنب، إلا أن ما معه ليس بأغنى عنى من هذه «٢» - وأخذت هدبة من ثوبها- فقال: كذبت والله يا رسول الله، إنّى لأنفضها نفض الأديم «٣» ، ولكنها ناشز تريد رفاعة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «فإن كان ذلك لم تحلّى له، أو تصلحى له حتى يذوق من عسيلتك» قال: وأبصر معه ابنين له، فقال: «بنوك هؤلاء؟» قال:

نعم.. قال: «هذا الذى تزعمين ما تزعمين؟! فو الله لهم أشبه به من الغراب بالغراب» «٤» .

[٤٣٠] وفى الحديث أن النبى صلّى الله عليه وسلم «نهى عن نقرة الغراب» «٥» .

يريد بذلك تخفيف السجود، وأنه لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله.

[٤٣١] وروى البخارى فى «الأدب» ، والحاكم فى «المستدرك» ،


(١) رواه أبو داود فى سننه كتاب الأدب، حديث رقم ٤٩٥٦.
(٢) ادعاء منها. بإصابته بالعنّة.
(٣) لأنفضها نفض الأديم: كناية بليغة فى الغاية من ذلك، لأنها أوقع فى النفس من التصريح، لأن الذى ينفض الأديم يحتاج إلى قوة ساعد وملازمة طويلة.
(٤) رواه البخارى فى صحيحه، كتاب اللباس، باب الثياب الأخضر.
(٥) حديث رواه أحمد (٣/ ٤٢٨، ٤٤٤) .

<<  <   >  >>