للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن معيط، فجاء النبى صلّى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وقد نفرا من المشركين، فقالا: يا غلام، هل عندك من لبن تسقينا؟

فقلت: إنى مؤتمن، ولست بساقيكما. فقال النبى صلّى الله عليه وسلم: هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل؟ قلت: نعم. قال: «فائتنى بها» قال:

فأتيتهما بها، فاعتقلها النبى صلّى الله عليه وسلم، ومسح الضرع ودعا، فجعل الضرع يحفل، ثم أتاه أبو بكر بصخرة منقعرة فاحتلب فيها، وشرب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وشرب أبو بكر، ثم شربت. ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم للضرع:

«اقلص» فقلص؛ أى: اجتمع. قال: فأتيته بعد ذلك، فقلت: علمنى من هذا القول: قال: إنك عليم معلم. قال: فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعنى فيها أحد» «١» .

[٤٥٧] وفى سنن أبى داود، من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، قال: «إن النبى صلّى الله عليه وسلم صلّى إلى جدار اتخذه قبلة، ونحن خلفه، فجاءت بهمة تمر بين يديه، فما زال صلّى الله عليه وسلم يدرؤها، حتى لصق بطنه بالجدار، فمرت من ورائه» «٢» .

[٤٥٨] فى صحيح مسلم، وسنن أبى داود، والنسائى، وابن ماجه من حديث يزيد بن الأصم عن ميمونة أن النبى صلّى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين يديه، حتى لو أن بهمة أرادت أن تمر بين يديه مرت «٣» .

[٤٥٩] روى أبو داود عن ابن عباس- رضى الله تعالى عنهما-


(١) حديث حسن.. رواه أحمد (١/ ٤٦٢) ، وابن أبى شيبة (٧/ ٥١) ، وابن سعد فى «الطبقات الكبرى» (٣/ ١/ ١٠٧) .
(٢) حديث حسن.. رواه أبو داود (٧٠٨) والبهمة: الصغير من الضأن، الذكر والأنثى سواء.
(٣) حديث صحيح.. رواه مسلم (٤٩٦) ، وأبو داود (٨٨٤) ، وابن ماجه (٨٨٠) ، وأحمد (٦/ ٣٣١، ٣٣٢، ٣٣٣، ٣٣٥) .

<<  <   >  >>