للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلّى الله عليه وسلّم- «ما لك يا أبا قتادة؟» فقصصت عليه القصة فقال رجل: صدق يا رسول الله وسلب ذلك القتيل عندى فأرضه من حقه. فقال أبو بكر الصديق- رضى الله عنه-: لاها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله، يعطيك سلبه فقال النبى- صلّى الله عليه وسلّم- «صدق فأعطه إياه» فأعطانى، قال: فبعث الدرع، فابتعت به مخرفا فى بنى سلمة فإنه لأول مال تأثلته فى الإسلام» «١» .

[٥٦] عن أبى هريرة- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفرّ من المجذوم كما تفرّ من الأسد» «٢» .

[٥٧] عن حرملة مولى أسامة قال: أرسلنى أسامة إلى على وقال:

إنه سيسألك الان فيقول: ما خلف صاحبك؟ فقل له: يقول لك: لو كنت فى شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه، ولكن هذا أمر لم أره، فلم يعطنى شيئا، فذهبت إلى حسن وحسين وابن جعفر فأوقروا «٣» لى راحلتى «٤» .

[٥٨] عن علىّ- رضى الله عنه- قال: بعثنى رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- إلى اليمن فانتهينا إلى قوم قد بنوا زبية «٥» للأسد، فبينما هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل فتعلّق باخر ثم تعلق رجل باخر


(١) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الجهاد والسير، ومسلم أيضا فى الجهاد والسير، حديث رقم ٤١، والمخرف: البستان.. وتأثلته: اقتنيته.
(٢) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الطب- باب الجذام (٧/ ١٦٤) ، ومسلم فى كتاب السلام حديث رقم ١٠٩.
(٣) فأوقروا لى راحلتى: أى حملوا له راحلته من الخيرات وملئوها.
(٤) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الفتن- باب قول النبى صلّى الله عليه وسلّم للحسن بن على: إن ابنى هذا لسيد (٩/ ٧١- ٧٢) .
(٥) زبية للأسد: أى حفرة للأسد.

<<  <   >  >>