للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتّى صاروا فيها أربعة فجرحهم الأسد فانتدب له «١» رجل بحربة فقتله، وماتوا من جراحتهم كلهم فقام أولياء الأول إلى أولياء الاخر فأخرجوا السلاح ليقتتلوا فأتاهم على- رضى الله عنه- على تفيئة ذلك، فقال:

تريدون أن تقاتلوا ورسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- حىّ؟! إنى أقضى بينكم قضاء إن رضيتم فهو القضاء وإلّا حجز بعضكم عن بعض حتى تأتوا النبى- صلّى الله عليه وسلّم- فيكون هو الذى يقضى بينكم فمن عدا بعد ذلك فلا حق له. اجمعوا من قبائل الذين حفروا البئر ربع الدية، وثلث الدية، ونصف الدية، والدية كاملة، فللأول الربع؛ لأنه هلك من فوقه، وللثانى ثلث الدية، وللثالث نصف الدية، فأبوا أن يرضوا، فأتوا النبى- صلّى الله عليه وسلّم- وهو عند مقام إبراهيم فقصوا عليه القصة، فقال: «أنا أقضى بينكم واحتبى، فقال رجل من القوم: إن عليّا قضى فينا فقصوا عليه القصة فأجازه رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-» «٢» .

[٥٩] روى الحاكم أن النبى- صلّى الله عليه وسلّم- دعا على عتبة ابن أبى لهب فقال: «اللهم سلط عليه كلبا من كلابك» .

فافترسه الأسد بالزرقاء من أرض الشام «٣» .


(١) انتدب له: أى أجابه رجل بحربة.
(٢) حديث حسن.. رواه الإمام أحمد فى المسند (١/ ٧٧، ١٢٨، ١٥٢) ، وقال الهيثمى فى المجمع: (٦/ ٢٨٧) رواه أحمد وفيه حنش بن المعتمر وثقه أبو داود وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(٣) حديث صحيح.. أخرجه الحاكم (٢/ ٥٣٩) من حديث أبى عقرب، وصححه، ووافقه الإمام الذهبى.

<<  <   >  >>