للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما يفعل بمائها، وايم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها. فقال النبى صلّى الله عليه وسلّم اجمعوا لها.. فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما فجعلوها فى ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها، قال لها: تعلمين ما رزئنا من مائك شيئا ولكن الله هو الذى أسقانا، فأتت أهلها وقد احتبست عنهم قالوا:

ما حبسك يا فلانة؟ قالت: العجب لقينى، رجلان فذهبا بى إلى هذا الذى يقال له: الصّابئ ففعل كذا وكذا، فو الله إنه لأسحر النّاس من بين هذه وهذه- وقالت بإصبعها الوسطى والسبابة- فرفعتهما إلى السماء- تعنى السماء والأرض- أو إنه لرسول الله حقا، فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصّرم «١» الذى هى منه، فقالت يوما لقومها. ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا فهل لكم فى الإسلام، فأطاعوها فدخلوا فى الإسلام» «٢» .

[٩٠] عن عائشة زوج النبى صلّى الله عليه وسلّم قالت: «خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى بعض أسفاره «٣» ، حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لى، فأقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على التماسه «٤» ، وأقام النّاس معه وليسوا على ماء، فأتى النّاس إلى أبى بكر الصديق فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة، أقامت برسول الله صلّى الله عليه وسلّم والناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء.

فجاء أبو بكر ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم واضع رأسه على فخذى قد نام،


(١) الصّرم: الجماعة ينزلون بإبلهم ناحية على الماء.
(٢) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب التيمم- باب الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء (١/ ٩٣- ٩٥) ، وفى كتاب الأنبياء- باب علامات النبوة فى الإسلام (٤/ ٢٣٢- ٢٣٣) .
(٣) قيل: كان ذلك فى غزوة بنى المصطلق.
(٤) أى لأجل طلبه والبحث عنه.

<<  <   >  >>