للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا رسول الله! كيف نصلّى فى تلك الأيّام القصار؟ قال: «تقدرون فيها الصّلاة، كما تقدرونها فى هذه الأيّام الطّوال ثمّ صلّوا» ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فيكون عيسى ابن مريم- عليه السّلام- فى أمّتى حكما «١» عدلا، وإماما مقسطا. يدقّ الصّليب «٢» ، ويذبح الخنزير «٣» ، ويضع الجزية «٤» ، ويترك الصّدقة «٥» ، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشّحناء والتّباغض، وتنزع حمة كلّ ذات حمة، حتّى يدخل الوليد يده فى فى الحيّة، فلا تضرّه، وتفرّ الوليدة الأسد، فلا يضرّها، ويكون الذّئب فى الغنم كأنّه كلبها، وتملأ الأرض من السّلم كما يملأ الإناء من الماء وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلّا الله وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور «٦» الفضّة، تنبت نباتها بعهد ادم، حتّى يجتمع النّفر على القطف «٧» من العنب فيشبعهم، ويجتمع النّفر على الرّمّانة فتشبعهم، ويكون الثّور بكذا وكذا من الّمال، وتكون الفرس بالدّريهمات، قالوا: يا رسول الله، وما يرخص الفرس؟ قال: لا تركب لحرب أبدا، قيل له فما يغلى الثّور؟ قال:

تحرث الأرض كلّها، وإنّ قبل خروج الدّجّال ثلاث سنوات شداد، يصيب النّاس فيها جوع شديد، يأمر الله السّماء فى السّنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها، ثمّ يأمر السّماء


(١) أى حاكما بين الناس.
(٢) يدق الصليب: أى يكسره بحيث لا يبقى من جنس الصليب شىء.
(٣) أى يحرم أكل الخنزير.
(٤) ويضع الجزية: أى لا يقبلها من أحد من الكفرة، بل يدعوهم إلى الإسلام.
(٥) ويترك الصدقة: أى الزكاة، لكثرة الأموال.
(٦) كفاثور: الفاثور الخوان، وقيل هو طست من ذهب أو فضة.
(٧) القطف: العنقود، وهو اسم لكل ما يقطف.

<<  <   >  >>