للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من نفسه أكثر مما أخذ، أو بالحرمان يتهدّدني! يد الله فوق يده مانعة، وعطاؤه دونه مبذول.

أتى رجل يزيد بن أبي مسلم برقعة يسأله أن يرفعها إلى الحجّاج؛ فنظر فيها يزيد فقال: ليست هذه من الحوائج التي ترفع إلى الأمير؛ فقال له الرجل: فإني أسألك أن ترفعها، فلعلّها توافق قدرا فيقضيها وهو كاره؛ فأدخلها وأخبره بمقالة الرجل؛ فنظر الحجاج في الرّقعة، وقال ليزيد: قل للرجل: إنها وافقت قدرا وقد قضيناها ونحن كارهون.

دخل بعض الشعراء «١» على بشر بن مروان فأنشده: [كامل]

أغفيت عند الصّبح نوم مسهّد ... في ساعة ما كنت قبل أنامها

فرأيت أنك رعتني بوليدة ... مغنوجة حسن عليّ قيامها

وببدرة حملت إليّ وبغلة ... دهماء مشرفة يصلّ لجامها «٢»

فدعوت ربي أن يثيبك جنّة ... عوضا يصيبك بردها وسلامها

فقال له بشر: في كل شيء أصبت إلا في البغلة فإني لا أملك إلّا شهباء «٣» : فقال: إني والله ما رأيت إلّا شهباء.

قال رجل لمعاوية: أقطعني البحرين، قال: إني لا أصل إلى ذلك.

قال: فاستعملني على البصرة؛ قال: ما أريد عزل عاملها. قال: تأمر لي بألفين؛ قال: ذاك لك. فقيل له: ويحك! أرضيت بعد الأوليين بهذا! قال:

اسكتوا لولا الأوليان ما أعطيت هذه.

جاء أعرابيّ إلى بعض الكتّاب فسأله. فأمر الكاتب غلامه بيمينه أن

<<  <  ج: ص:  >  >>