يعطيه عشرة دراهم وقميصا من قمصه؛ فقال لأعرابيّ:[خفيف]
حوّل العقد بالشمال أبا الأص ... بغ واضمم إلى القميص قميصا
إن عقد اليمين يقصر عنّي ... وأرى في قميصكم تقليصا
يقول: حوّل عقد اليمين وهو عشرة إلى عقد الشمال وهو مائة «١» .
سأل أعرابيّ فقال في مسألته: لقد جعت حتى أكلت النّوى المحرق ولقد مشيت حتى انتعلت الدّم وحتى سقط من رجلي بتخص «٢» لحم وحتى تمنّيت أنّ وجهي حذاء لقدمي، فهل من أخ يرحمنا؟.
وسأل آخر قوما فقال: رحم الله امرأ لم تمجج أذناه كلامي، وقدّم لنفسه معاذا من سوء مقامي، فإنّ البلاد مجدبة، والحال مصعبة، والحياء زاجر يمنع من كلامكم، والعدم عاذر يدعو إلى إخباركم، والدعاء أحد الصدقتين فرحم الله امرأ أمر بمير «٣» ، ودعا بخير، فقال له رجل من القوم: ممّن الرجل؟
فقال: اللهم غفرا ممن لا تضرّك جهالته، ولا تنفعك معرفته؛ ذلّ الإكتساب، يمنع من عزّ الانتساب.
سأل أعرابيّ رجلا فحرمه؛ فقال: علام تحرمني! فو الله ما زلت قبلة لأملي لا تلقتني عنك المطامع، فإن قلت: قد أحسنت بدءا، فما ينكر لمثلك أن يحسن عودا!.