وافعل ... ؛ فقال الأعرابيّ: إني أتيتك مستوصلا «١» ولم آتك مستوصفا، فلا حملت ناقة حملتني إليك! فقال: إنّ «٢» وصاحبها.
والعرب تقول لمن جاء خائبا ولم يظفر بحاجته:«جاء على غيراء الظهر»«٣» .
وتقول هي والعوامّ:«جاء بخفّى حنين» و «جاء على حاجبه صوفه» .
وقال أبو عطاء السّنديّ «٤» في عمر بن هبيرة: [وافر]
ثلاث حكتهنّ لقرم قيس ... طلبت بها الأخوة والثناء «٥»
رجعن على حواجبهن صوف ... فعند الله أحتسب الجزاء
والأصل في قولهم:«جاء بخقّى حنين» أن إسكافا من أهل الحيرة ساومه أعرابيّ بخفّين، فاختلفا حتى أغضبه، فازداد غيظ الأعرابيّ؛ فلما ارتحل أخذ حنين أحد خفّيه فألقاه على طريقه ثم ألقى الآخر في موضع آخر؛ فلما مرّ الأعرابيّ بأحدهما قال: ما أشبه هذا بخفّ حنين! ولو كان معه الآخر لأخذته، ومضى؛ فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الأوّل، وأناح راحلته فأخذه ورجع إلى الأوّل، وقد كمن له حنين فعمد إلى راحلته وما عليها فذهب به؛ وأقبل الأعرابيّ ليس معه غير الخفّين؛ فقال له قومه: ما الذي أتيت به؟
قال: بخفي حنين.
قالوا: فإن جاء وقد قضيت حاجته قيل: «جاء ثانيا من عنانه» . فإن جاء