ومن العنق!. انظر أين هو. قال: لا والله لا أدري أين هو، رميت به؛ قال:
لكني أدري أنّك رميت به في بطنك، والله حسبك.
وحكي عن رجل أنه قال: مررت ببعض طرقات الكوفة، فإذا رجل يخاصم جارا له فقلت: ما بالكما تختصمان؟ فقال أحدهما «١» : لا والله إلّا أنّ صديقا لي زارني فاشتهى عليّ رأسا، فاشتريته وتغدّينا به وأخذت عظامه فوضعتها على باب داري أتجمّل بها «٢» عند جيراني، فجاء هذا فأخذها وتركها على باب داره يوهم أنه اشتراه.
قال: وتناول رجل من بين يدي أمير من الأمراء بيضة وهو معه، فقال:
خذها فإنها بيضة العقر «٣» ولم يأذن له بعد ذلك.
قال: وقدّمت مائدة لرجل عليها أرغفة على عدد الرءوس ورغيف زائد يوضع على الصّحاف، فلما أنفد القوم خبزهم التفت إلى رجل إلى جانبه فقال: اكسر هذا الرغيف وفرّقه بينهم، فتغافل، فأعاد عليه، فقال: يبتلى على يد غيري.
قال المدائنيّ: كان للمغيرة بن عبد الله الثّقفيّ وهو على الكوفة جدي يوضع على مائدته بعد الطعام لا يمسّه وهو ولا غيره، فقدم أعرابيّ يوما فأكل لحمه وتعرّق «٤» عظامه؛ فقال، يا هذا، أتطالب هذا البائس بذحل «٥» ؟! هل نطحتك أمّه! قال: وأبيك إنك لشفيق عليه! هل أرضعتك أمّه!.