صخر؛ قالت: إني رأيتك عام أوّل شابّا سوقة وأراك العام ملكا شيخا، وفي دون هذا ينكر المرء صاحبه؛ قلت: ما فعلت أختك؟ قالت: تزوجها ابن عمّ لها وخرج بها إلى نجد فذلك حيث يقول: [طويل]
إذا ما قفلنا نحو نجد وأهله ... فحسبي من الدّنيا قفول إلى نجد
فقلت: لو أدركتها لتزوّجتها؛ فقالت: ما يمنعك من شقيقتها في حسبها، ونظيرتها في جمالها؟ - تعني نفسها- قلت: يمنعني من ذلك ما قال كثيّر: [طويل]
إذا وصلتنا خلّة كي تزيلنا ... أبينا وقلنا الحاجبيّة أوّل «١»
فقالت: فكثير بيني وبينك، أليس هو القائل:[بسيط]
هل وصل عزّة إلا وصل غانية ... في وصل غانية من وصلها خلف
فسكت عيّا عن جوابها.
قال أبو حازم المدنيّ «٢» : بينا أنا أرمي الجمار رأيت امرأة سافرة من أحسن الناس وجها ترمى الجمار، فقلت: يا أمة الله، أما تتّقين الله! تسفرين في هذا الموضع فتفتنين الناس! قالت: أنا والله يا شيخ من اللواتي قال فيهنّ الشاعر: [طويل]
من اللّاء لم يحججن يبغين حسبة ... ولكن ليقتلن البريء المغفّلا «٣»