للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنّ بطنها قربة، وكأنّ ثديها دبّة «١» ، وكأن استها رقعة، وكأن وجهها وجه ديك قد نفش غفريّته «٢» يقاتل ديكا.

ذكر أعرابيّ امرأة حسنة اللفظ قبيحة الوجه، فقال: ترخي ذيلها على عرقوبي نعامة، وتسدل خمارها على وجه كالجعالة (وهي الخرقة التي تنزل بها القدر عن النار) .

وقال دعبل في كاتب: [كامل]

تمّت مقابح وجهه فكأنّه ... طلل «٣» تحمّل ساكنوه فأوحشا

لو كان لاستك ضيق صدرك أو لصد ... رك رحب دبرك كنت أكمل من مشى

كان بعض المعلّمين يقعد أبناء المياسير والحسان الوجوه في الظلّ، ويقعد الآخرين في الشّمس، ويقول: يا أهل الجنة، ابزقوا في وجوه أهل النار.

وقال رجل من أبناء المهاجرين: أبناء هذه الأعاجم كأنهم نقبوا الجنّة وخرجوا منها، وأولادنا كأنهم مساجر التّنانير «٤» .

أبو المهلهل الحدائيّ «٥» قال: ارتحلت إلى الرمل في طلب ميّ صاحبة ذي الرّمّة، فما زلت أطلب موضعها حتى أرشدت إليه، فإذا خيمة كبيرة على بابها عجوز هتماء «٦» ، فسلّمت عليها ثم قلت: أين منزل ميّ؟ قالت: أنا ميّ؛

<<  <  ج: ص:  >  >>