للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو عليّ الأمويّ قال: كانت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، عند عبد الله بن أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، وكانت قد غلبته في كثير من أمره؛ فقال له أبوه: طلّقها، فطلّقها وأنشأ يقول [طويل]

لها خلق سهل وحسن ومنصب ... وخلق سويّ ما يعاب ومنطق

فرمي يوم الطائف بسهم؛ فلما مات قالت ترثيه: [طويل]

وآليت لا تنفكّ عيني سخينة ... عليك ولا ينفكّ جلدي أغبرا

فلله عين ما رأت مثله فتى ... أعزّ وأحمى في الهياج وأصبرا

إذا شرعت فيه الأسنّة خاضها ... إلى الموت حتى يترك الرّمح أحمرا

ثم خطبها عمر بن الخطّاب، فلمّا أولم قال عبد الرحمن بن أبي بكر:

يا أمير المؤمنين، أتأذن لي أن أدخل رأسي على عاتكة؟ قال: نعم، يا عاتكة استتري؛ فأدخل رأسه فقال: [طويل]

وآليت لا تنفكّ عيني قريرة ... عليك ولا ينفكّ جلدي أصفرا «١»

فنشجت نشجا عاليا «٢» ؛ فقال عمر: ما أردت إلى هذا! كلّ النساء يفعلن هذا! غفر الله لك. ثم تزوّجها الزّبير بعد عمر وقد خلا من سنّها «٣» ، فكانت تخرج باللّيل إلى المسجد ولها عجيزة ضخمة «٤» ؛ فقال لها الزّبير: لا تخرجي؛ فقالت: لا أزال أخرج أو تمنعني، وكان يكره أن يمنعها، لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلم: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله؛ فقعد لها الزّبير متنكّرا في ظلمة اللّيل، فلما

<<  <  ج: ص:  >  >>