للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما رأيناه سواده «١» بيننا. فقال صخر: [طويل]

أرى أمّ صخر ما تملّ عيادتي ... وملّت سليمى مضجعي ومكاني

وما كنت أخشى أن أكون جنازة ... عليك ومن يغتر بالحدثان «٢»

فأيّ امرىء ساوى بأمّ حليلة ... فلا عاش إلّا في أذى وهوان

أهمّ بأمر الحزم لو أستطيعه ... وقد حيل بين العير والنّزوان «٣»

لعمري لقد أنبهت من كان نائما ... وأسمعت من كانت له أذنان

فلما أفاق عمد إلى سلمى فعلّقها بعمود الفسطاط حتى فاضت نفسها «٤» ، ثم نكس «٥» من طعنته فمات.

وقرأت في سير العجم أنّ أردشير سار إلى الحضر «٦» ، وكان ملك السّواد متحصّنا فيها، وكان من أعظم ملوك الطوائف «٧» ، فحاصره فيها زمانا لا يجد إليه سبيلا، حتى رقيت ابنة ملك السّواد يوما، فرأت أردشير فعشقته فنزلت وأخذت نشّابة وكتبت عليها: إن أنت شرطت لي أن تتزوّجني دللتك على موضع تفتتح منه هذه المدينة بأيسر حيلة وأخف مؤونة، ثم رمت بالنّشابة نحو أردشير؛ فكتب الجواب في نشّابة: لك الوفاء بما سألت، ثم ألقاها إليها؛ فكتبت إليه تدلّه على الموضع؛ فأرسل إليه أردشير فافتتحه ودخل هو وجنوده،

<<  <  ج: ص:  >  >>