للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متى شاء، ثم مات، فتزوّجت بعمر بن عبد العزيز؛ فقلت:

فإن لقيت خيرا فلا يهنئنّها ... وإن تعست فلليدين وللفم «١»

فبلغها، فكتبت إليّ: قد بلغني بيتك الذي تمثّلت به، وما مثلي ومثل أخيك إلّا كما قال الشاعر: [طويل]

وهل كنت إلّا والها ذات ترحة ... قضت نحبها بعد الحنين المرجّع «٢»

متى تسل عنه تدّكر بعد طيّة ... من الأرض أو تقنع بإلف فتربع «٣»

فدع عنك من قد وارت الأرض شخصه ... وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع

فبلغ ذلك منّي كلّ غيظ، واحتسبت حسابها، وإذا هي قد أعجلت عدّتها، وقد بقي عليها أربعة أيّام، فدخلت على عمر فأخبرته بذلك، فنقض النّكاح وعزل عن المدينة.

كان صخر بن الشريد أخو الخنساء خرج في غزوة فقاتل فيها قتالا شديدا، فأصابه جرح رغيب «٤» ، فمرض فطال به مرضه وعاده قومه، فقال عائد من عوّاده يوما لامرأته سلمى «٥» : كيف أصبح صخر اليوم؟ قالت: لا حيّا فيرجى ولا ميّتا فينسى، فسمع صخر كلامها فشقّ عليه، وقال لها: أنت القائلة كذا وكذا؟ قالت: نعم غير معتذرة إليك. ثم قال عائد آخر. لأمّه: كيف أصبح صخر اليوم؟ فقالت: أصبح بحمد الله صالحا ولا يزال بحمد الله بخير

<<  <  ج: ص:  >  >>