الأصمعيّ قال: كان بالمدينة قاض، يقال له: فلان «١» بن المطّلب بن حنطب المخزوميّ قد أدركته (وأمّ المطّلب: أخت مروان بن الحكم) ، خاصمت إليه امرأة زوجها، وكانت قالت: أجعتني وأسأت إليّ، والله ما تستطيع فئران بيتك أن يمشين من الجهد وما يقمن إلّا على الوطن! «٢» فقال:
أنت طالق إن كنّ ما يقمن إلّا على الوطن، فخبّرته بما قالت وقال؛ فقال ابن المطّلب يطلب له المعاذير: وربّك إنّ الإبل لتكون بالمكان الجديب الخسيس المرعى فتقيم به لحبّ الوطن؛ فقال الزوج حين رآه يحتال لئّلا يفرّق بينهما:
كأنما أشكلت عليك، هي طالق عشرين.
طلّق رجل امرأة عدد نجوم السماء؛ فقال ابن عبّاس: يكفيه من ذلك هقعة «٣» الجوزاء.
وطلّق رجل من الأعراب امرأة، وكان له منها ابن يقال له حمّاد، وندم فقال:[بسيط]
فديت بالأم حمّادا وقلت له ... أنت ابن ذلفاء منّي فادن يا ولدي «٤»
لا يقربنّ ثلاثا منكم أحد ... إني وجدت ثلاثا أشأم العدد «٥»