للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعلت ببني عمه، ثم ارجع إليّ حتى تخبرني بالخبر، وتأخذ جواب ما قدمت له. فمررت بموضع القبر، فرأيت إلى جانبه قبرا آخر، فسألت عنه فقيل: قبر المرأة، أكبّت على قبره، ولم تذق طعاما ولا شرابا، ولم ترفع عنه إلى ثلاثة أيام إلا ميتة؛ فجمعت بني عمّها وبني عمّه، وأثبتّهم في شرف العطاء جميعا.

عن هاشم بن حسّان عن رجل من بني تميم قال:

خرجت في طلب ناقة لي، حتى وردت على ماء من مياه طيء، فإذا أنا بعسكرين «١» بينهما دعوة «٢» ، فإذا أنا بفتى شابّ وجارية في العسكر، وإذا هو قد سمع نبرة من كلامها وهو مريض، فرفع عقيرته «٣» وقال: [وافر]

ألا ما للمليحة لا تعود ... أبخل بالمليحة أم صدود

فلو كنت المريضة كنت أسعى ... إليك ولم ينهنهني الوعيد

فسمعت صوته فخرجت تعدو، فأمسكها النساء، وأبصرها فأقبل ينشد، فأمسكه الرجال، فأفلت وأفلتت، فاعتنقا وخرّا ميّتين؛ فخرج شيخ من تلك الأخبية حتى وقف عليهما. فاسترجع لهما، ثم قال: أما والله لئن كنتما لم تجتمعا حيّين لأجمعنّ بينكما ميّتين. قال: فقلت: من هذا؟ قال: هذا ابن أخي، وهذه ابنتي؛ فدفنهما في قبر واحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>