بمكانه، وعليها درع يشفّ «١» ، فسترت وجهها بذراعيها، فوقعت في قلبه، وجعل يذوب حتى صار كأنه خيط؛ فقدم أخوه فقال: يا أخي، مالك؟ قال: لا أدري، واستحيا أن يذكر ما به؛ فانطلق أخوه إلى الحارث بن كلدة طبيب العرب، فوصفه له؛ فقال: احمله إليّ؛ فلما نظر إليه قال: أمّا العينان فصحيحتان، وأما الجسم فذائب، ولا أظن أخاك إلا عاشقا؛ قال: ترى أخي بالموت، وتزعم أنه عاشق! قال: هو ما أقول لك، فاسقه الشراب؛ فسقاه الخمر، فقال الشعر ولم يكن الشعر من شأنه، فقال:[هزج]
ألمّا بي إلى الأبيا ... ت بالخيف أزرهنّه «٢»
غزال ما رأيت اليو ... م في دور بني كنّه
غزال أكحل العين ... وفي منطقه غنّه «٣»
فقال أخوه: والله ما أراه إلّا كما قال، ولكن لا أدري من عنى؛ فسقاه شربة أخرى، فقال:[مجزوء الخفيف]