فرسخ. يستشهد عند مسجد جامعها أربعون ألفا، الشهيد منهم يومئذ كالشهيد معي يوم بدر» .
حدّثنا القاسم بن الحسن قال: حدّثنا أبو سلمة قال: أخبرني أبو المهزّم عن أبي هريرة قال: مثّلت الدنيا على مثال طائر، فالبصرة ومصر الجناحان فإذا خربتا وقع الأمر.
وحدّثني أيضا عن هارون بن معروف عن ضمرة عن ابن شوذب عن خالد بن ميمون قال: البصرة أشدّ الأرض عذابا وشرها ترابا وأسرعها خرابا.
قال: وقال ابن شوذب عن يزيد الرّشك «١» قست البصرة في ولاية خالد بن عبد الله القسري فوجدت طولها فرسخين غير دانق.
وقال محمد بن سلام عن شعيب بن صخر: تذاكروا عند زياد البصرة والكوفة فقال زياد: لو ضلّت البصرة لجعلت الكوفة لمن دلّني عليها. قال محمد بن سيرين: كان الرجل يقول: غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة، عزله عن البصرة واستعمله على الكوفة. وقال عليّ حين دخل البصرة: يا أتباع البهيمة ويا جند المرأة، رغا فأجبتم وعقر فانهزمتهم، ودينكم نفاق وأخلاقكم رقاق وماؤكم زعاق، يا أهل البصرة والبصيرة والسّبيخة والخريبة، أرضكم أبعد الأرض من السماء وأبعدها من الماء وأسرعها خرابا وغرقا.
مرّ عتبة بن غزوان بموضع المربد فوجد فيها الكذّان «٢» الغليظ فقال:
هذه البصرة فانزلوا بسم الله. وقال أبو وائل: اختطّ الناس البصرة سنة سبع عشرة.