فخر ناس من بني الحارث بن كعب عند أبي العباس، فقال أبو العباس لخالد بن صفوان: ألا تكلّم يا خالد؟ قال: أخوال أمير المؤمنين وأهله. قال:
فأنتم أعمام أمير المؤمنين وعصبته. قال خالد: ما عسى أن أقول لقوم بين ناسج برد ودابغ جلد وسائس قرد، دلّ عليهم هدهد وغرقتهم فأرة وملكتهم امرأة.
سئل خالد عن الكوفة فقال: نحن منابتنا قصب، وأنهارنا عجب، وثمارنا رطب، وأرضنا ذهب. قال الأحنف: نحن أبعد منكم سريّة وأعظم منكم بحريّة وأعذى «١» منكم برّيّة. وقال أبو بكر الهذليّ: نحن أكثر منكم ساجا وعاجا وديباجا وخراجا ونهرا عجّاجا.
وقال الخليل «٢» في ظهر البصرة مما يلي قصر أوس من البصرة:
[بسيط]
زر وادي القصر نعم القصر والوادي ... لا بدّ من زورة عن غير ميعاد
ترفا به السّفن والظّلمان واقفة ... والضّبّ والنّون والملّاح والحادي
وقال ابن أبي عيينة»
في مثل ذلك:[منسرح]
يا جنّة فاتت الجنان فما ... تبلغها قيمة ولا ثمن
ألفتها فاتّخذتها وطنا ... إنّ فؤادي لحبّها وطن
زوّج حيتانها الضّباب بها ... فهذه كنّة وذا ختن
فانظر وفكّر فيما نطقت به ... إنّ الأريب المفكّر الفطن