رسول الله صلى الله عليه وسلم:«مثل الجليس الصالح مثل الدّاريّ «١» إن لم يحذك «٢» من طيبه علقك من ريحه، ومثل الجليس السوء مثل الكير «٣» إن لم يحرقك بشرار ناره علقك من نتنه» . قال أبو إدريس الخولانيّ: المساجد مجالس الكرام. قال الأحنف: أطيب المجالس ما سافر فيه البصر واتّدع «٤» فيه البدن، فأخذه عليّ ابن الجهم «٥» فقال: [متقارب]
صحون «٦» تسافر فيها العيون ... وتحسر عن بعد أقطارها
وقال المهلب: خير المجالس ما بعد فيه مدى الطّرف وكثرت فيه فائدة الجليس. قيل للأوسيّة: أيّ منظر أحسن؟ فقالت: قصور بيض في حدائق خضر. ونحوه قول عديّ «٧» بن زيد: [خفيف]
كدمى العاج في المحاريب أو كال ... بيض في الرّوض زهره مستنير
حدّثنا سهل بن محمد قال: حدّثنا الأصمعيّ قال: كان الأحنف إذا أتاه إنسان أوسع له، فإن لم يجد موضعا تحرّك ليريه أنه يوسع له. وكان آخر لا يوسع لأحد ويقول «ثهلان ذو الهضبات ما يتحلحل»«٨» .