نصف هذا الحائط لي. وقدّم آخر رجلا إلى القاضي في شيء يدّعيه عليه، فأنكر الرجل، فقال: أيها القاضي، أكتب إنكاره؛ فقال القاضي: الإنكار في يدك متى شئت.
قال مسعدة بن طارق الذّرّاع: إنّا لوقوف على حدود دار لنقسمها ونحن في خصومة، إذ أقبل سيّد بني تميم وموسرهم والمصلّي على جنائزهم، فأمسكنا عن الكلام؛ فقال: حدّثوني عن هذه الدار هل ضمّ منها بعضنا إلى بعض أحدا؟ قال مسعدة: فأنا منذ ستين سنة أفكّر في كلامه فما أدري ما عنى. أتت جارية أبا ضمضم فقال: إنّ هذا قبّلني؛ فقال: يا فتى، أذعن لها بحقّها، قبّليه عافاك الله كما قبّلك، فإن الله يقول: وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ
«١» .
حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: ألقيت على رجل فريضة فاشتدّت عليه فجعل يحسب غيرها؛ فقالوا له في ذلك؛ فقال: عسى أن يكون ترك غير ما ذكروا، حدّثني محمد بن عمر عن ابن كناسة قال: قال بعض الطالبيّين لأشعب: لو رويت الحديث وتركت النوادر كان أنبل لك؛ قال: والله قد سمعت الحديث ورويته؛ قال: فحدّثنا؛ قال: حدّثني نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خلّتان من كانتا فيه كان من خالصة الله» ؛ قال: هذا حديث حسن فما هما؟ قال: نسي نافع واحدة ونسيت أنا الأخرى. وكان بالبصرة ثلاثة إخوة من ولد عتّاب بن أسيد كان أحدهم يحجّ عن حمزة ويقول: أستشهد قبل أن يحجّ، وكان الآخر يضحّي عن أبي بكر وعمر ويقول أخص؟؟؟ لسنة في ترك الأضحية، وكان الآخر يفطر عن عائشة أيام