وكان نوفل بن مساحق إذا دخل على امرأته صمت، وإذا خرج من عندها تكلّم؛ فقالت له: أمّا عندي فتطرق، وأمّا عند الناس فتنطق! فقال:
أدقّ عن جليلك وتجلّين عن دقيقي.
وفي حكمة لقمان: يا بنيّ، قد ندمت على الكلام ولم أندم على السكوت.
قال ابن إسحاق: النّسناس خلق باليمن لأحدهم عين ويد ورجل يقفز بها، وأهل اليمن يصطادونهم؛ فخرج قوم في صيدهم فرأوا ثلاثة نفر منهم فأدركوا واحدا فعقروه وذبحوه وتوارى اثنان في الشّجر، فقال الذي ذبحه؛ إنه لسمين، فقال أحد الاثنين: إنه أكل ضروا «٢» ، فأخذوه فذبحوه، فقال الذي ذبحه: ما أنفع الصمت! قال الثالث: فهأنا الصّمّيت فأخذوه وذبحوه.
كان يقال: إذا فاتك الأدب فالزم الصّمت.
وقال بعضهم: لا يجترىء على الكلام إلا فائق أو مائق «٣» .
وقال الشاعر يمدح رجلا:[طويل]
صموت إذا ما الصّمت زيّن أهله ... وفتّاق أبكار الكلام المختّم «٤»