ومن أوّل ما أحبّ أن أوثرك به وأقضي فيه واجب حقّك، تنبيهك على عظيم ما لله عندك، وحثّك على الإزدياد مما يزيدك.
من كان بمثل موضعك فجمع له حمد إخوانه ورضا معامليه والإستقصاء مع ذلك لمن استكفاه، فقد عظمت النعمة عليه، ولا أعلم بما أسمع فيك إلا أنك كذلك والحمد لله.
ما أغنى الفقير عن الحمد، وأحوجه إلى ما يجد به طعم الحمد!.
قد حسدك من لا ينام دون الشّفاء، وطلبك من لا يقصّر دون الظفر، فاشدد حيازيمك «١» وكن على حذر.
أنت تتجنّى على مالك لتتلفه بأسباب العلل، كما يدفع عن ماله البخيل بوجوه الاعتلال. أنت طالب مغنم، وأنا دافع مغرم، فإن كنت شاكرا لما مضى، فاعذر فيما بقي. مكرك حاضر، ووفاؤك متأخّر. أنا راض بعفوك، باذل لمجهودي.
نوائب الأيام رمت به ناحيتك، وإذا رأيته أنبأك ظاهره عن باطنه ودعاك إلى محبّته قبوله، وهو في الأدب بحيث المستغني عن النسب.
قد آن أن تدع ما تسمع لما تعلم وإلّا يكون غيرك فيما يبلغك أوثق من نفسك فيما تعرفه.
هذا فلان قد أتاك على رقّة من حاله وبعد من شقّته، فنشدتك الله أن