تقدّم شيئا على تصديق ظنّه وسدّ خلّته وبل ما يبّست هذه النكبة من أديمه، فإنه غذيّ نعمة وخدين «١» مروءة.
أنا أسأل الله أن ينجز لي ما لم تزل الفراسة تعدنيه فيك. الحرّيّة نسب.
فهمت ما اعتذرت به في تأخّرك، وغضضت به مني طرفا طامحا إليك ونفسا توّاقة إلى قربك.
وصل كتابك فكان موقعه موقع الرّوح من البدن. فإنّ أمير المؤمنين يحب ألا يدع سبيلا من سبل البر وإن عفا ودثر إلا أناره وأوضح محجّته، ولا خلّة من خلال الخير لا أوّل لها إلا اهتبل «٢» الفرصة في إنشائها، واختيار مكرمة ابتدائها، لتجب له مساهمة الفارط «٣» في أجره، ويكون أسوة الغابر في ثوابه.
لولا وجوب تقديم العذر لصاحب السلطان، في الذهول عن مواصلة من يجب عليه مواصلته، بما يستولي عليه من الشغل بعمله، إذا لكثر العتب.
إنك لكل حسن أبليته، ومعروف أسديته، وجميل أتيته، وبلاء كان لك ربيته، أهل في الدين والحسب القديم.
لك- أعزّك الله- عندي أياد تشفع لي إلى محبّتك، ومعروف يوجب عليك الرّبّ «٤» والإتمام.